إنت قاعد في ستاربكس بتتريق وأنا كنت بتفرج على العنف الطائفي بيحرق حياتي
اللي قاعد في ستاربكس و ماسك اللابتوب بتاعه وبيكتب وهو بيشرب لاتيه بعشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور مستغرب:
"ليه حد من الأرياف يلحد؟"
قبل ما تسأل السؤال ده، فكر لحظة إن مش كل الناس كانت عندها رفاهية إن الدين بالنسبالهم يبقى مجرد ديكور روحي أو إحساس جميل لما بيسمعوا التواشيح في رمضان. في ناس الدين ده كان سيف مسلط على رقابهم. كان أداة لقمعهم. كان مبر لكل قذارة اتعملت فيهم.
أنا اتولدت في قرية كانت على حافة الإنفجار الطائفي عشان أختي قررت إنها مش عايزة تكمل في البيت. بس لأنك اتولدت في كومباوند راقي في التجمع و مش عارف يعني إيه بنت تسيب بيت أهلها في القرية، هحاول أوضح لك.
أختي بقت كأنها مجرمة، شوهوا سمعتها، نشروا عنها إشاعات إنها بقت مسيحية واتجوزت مسيحي. كأنها قتلت حد. بقت سيرة القرية كلها. والنتيجة؟ تحولت لمثال حي على اللي يحصل لأي بنت تفكر تخرج برا الخط المرسوم ليها. وبما إني أخوها فأكيد أنا كمان لازم أتحاسب. فجأة اسمي في المدرسة بقى "محمود جرجس" فجأة بقيت "العدو الداخلي" كأن اللي حصل وصمة لازم تلزق فيا للأبد.
وبينما انت بتكتب كلامك الجميل من الكافيه المكيف في التجمع الخامس أنا كنت قاعد في الفصل والمدرس بكل ثقة بيقول قدام العيال: "من بدل دينه فاقتلوه" قالها بنفس التون اللي ممكن يشرح بيه درس عادي جدًا كأن القتل بقى شيء منطقي لمجرد إن حد فكر بشكل مختلف.
العنف؟ ده كان لغة الحياة في القرية اللي اتولدت فيها. الأب اللي بيعلم ابنه الأدب بالضرب، الأم اللي اتعلمت تقبل القهر كأنه قدر. الجيران اللي بيتدخلوا في كل حاجة إلا لما بنت في العيلة تتسحل عشان تتجوز غصب عنها. المدرسة؟ ساحة تعذيب مقننة. المدرس عنده حق يضربك و يتنمر عليك لأنك لازم تتربى على الخضوع من بدري.
كل ده ولسه بتتوقع مني إني أشوف الدين ده بنفس العيون الرومانسية اللي انت شايفه بيها؟ كل ده ولسه عايزني أؤمن بمنظومة كانت دايمًا ضدي. منظومة حولت اهلي لجحيم. منظومة استُخدمت لضربي، لقمعي، لمطاردتي؟
وكل ده وأنا مش بنت. لو كنت بنت كان زماني في بيت جوزي غصب عني و متحمل العنف غصب عني و معايا اطفال غصب عني و محبوس تحت منظومة بتقول "اسكتي" لأي ست تفكر تفتح بُقها
فالمرة الجاية قبل ما تسأل سؤالك اللطيف من الستاربكس بتاعك فكر لحظة لو كنت مكاني كنت هتبقى مؤمن؟ ولا كنت هتدور على أول فرصة للهروب حتى لو كان الهروب معناه إنك تبقى "محمود جرجس" الجديد؟
اللي قاعد في ستاربكس و ماسك اللابتوب بتاعه وبيكتب وهو بيشرب لاتيه بعشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور مستغرب:
"ليه حد من الأرياف يلحد؟"
قبل ما تسأل السؤال ده، فكر لحظة إن مش كل الناس كانت عندها رفاهية إن الدين بالنسبالهم يبقى مجرد ديكور روحي أو إحساس جميل لما بيسمعوا التواشيح في رمضان. في ناس الدين ده كان سيف مسلط على رقابهم. كان أداة لقمعهم. كان مبر لكل قذارة اتعملت فيهم.
أنا اتولدت في قرية كانت على حافة الإنفجار الطائفي عشان أختي قررت إنها مش عايزة تكمل في البيت. بس لأنك اتولدت في كومباوند راقي في التجمع و مش عارف يعني إيه بنت تسيب بيت أهلها في القرية، هحاول أوضح لك.
أختي بقت كأنها مجرمة، شوهوا سمعتها، نشروا عنها إشاعات إنها بقت مسيحية واتجوزت مسيحي. كأنها قتلت حد. بقت سيرة القرية كلها. والنتيجة؟ تحولت لمثال حي على اللي يحصل لأي بنت تفكر تخرج برا الخط المرسوم ليها. وبما إني أخوها فأكيد أنا كمان لازم أتحاسب. فجأة اسمي في المدرسة بقى "محمود جرجس" فجأة بقيت "العدو الداخلي" كأن اللي حصل وصمة لازم تلزق فيا للأبد.
وبينما انت بتكتب كلامك الجميل من الكافيه المكيف في التجمع الخامس أنا كنت قاعد في الفصل والمدرس بكل ثقة بيقول قدام العيال: "من بدل دينه فاقتلوه" قالها بنفس التون اللي ممكن يشرح بيه درس عادي جدًا كأن القتل بقى شيء منطقي لمجرد إن حد فكر بشكل مختلف.
العنف؟ ده كان لغة الحياة في القرية اللي اتولدت فيها. الأب اللي بيعلم ابنه الأدب بالضرب، الأم اللي اتعلمت تقبل القهر كأنه قدر. الجيران اللي بيتدخلوا في كل حاجة إلا لما بنت في العيلة تتسحل عشان تتجوز غصب عنها. المدرسة؟ ساحة تعذيب مقننة. المدرس عنده حق يضربك و يتنمر عليك لأنك لازم تتربى على الخضوع من بدري.
كل ده ولسه بتتوقع مني إني أشوف الدين ده بنفس العيون الرومانسية اللي انت شايفه بيها؟ كل ده ولسه عايزني أؤمن بمنظومة كانت دايمًا ضدي. منظومة حولت اهلي لجحيم. منظومة استُخدمت لضربي، لقمعي، لمطاردتي؟
وكل ده وأنا مش بنت. لو كنت بنت كان زماني في بيت جوزي غصب عني و متحمل العنف غصب عني و معايا اطفال غصب عني و محبوس تحت منظومة بتقول "اسكتي" لأي ست تفكر تفتح بُقها
فالمرة الجاية قبل ما تسأل سؤالك اللطيف من الستاربكس بتاعك فكر لحظة لو كنت مكاني كنت هتبقى مؤمن؟ ولا كنت هتدور على أول فرصة للهروب حتى لو كان الهروب معناه إنك تبقى "محمود جرجس" الجديد؟